كثيرا ماتوقفت أمام كبوات الحياة التي تقابلني ساخطه متسائله ـ في جهل ـ لماذا توجه لي الحياة
ضربات قوية أترنح من ثقلها وشدتها أتساءل ويتساءل معي الكثيرون ممن لا يفقهون القضاء
والقدر لماذا تضرب العواصف العاتية حياة أشخاص بينما تمر كالنسيم على أشخاص اخرين لكنني
حينما تجولت في سيرة الحبيب صلى الله عليه وسلم توقفت كثيرا أمام أحب البشر الى رب البشر
والمصائب تنهال عليه فقومه يكذبونه وهو الناصح لهم وأصحابه يقتلون أمام عينيه ويتهم في
عرضه وشرفه وهو أشرف وأكرم وأفضل خلق الله ... فلماذا يحدث هذا لأحب خلق الله إلى الله ؟؟!
حينها أدركت أن الصواعق لاتضرب إلا قمم الجبال الشامخة وأن االمنحدرات لا تذهب إليها إلا
لمياه الراكدة المحملة بالأوساخ وأن المرء يبتلى على قدر دينه كما بين الحبيب صلى الله عليه
وسلم
إن الحياة تعطي لكل واحد من روادها مايطيق على حمله والقيام به وكلما علا وارتفع كلما وجهت
له الحياة أقوى وأعنف مالديها
فكن جبلا ولاترهبنك ضربات الصواعق العاتية فقد ثبت في تاريخ الأبطال أن النصر في الحياة
يحصل عليه من يتحمل الضربات لا من يضربها
كذلك الحيااااااة لاينهض برسالتها الكبري ولاينقلها من طور الى طور إلا رجال عمالقة وأبطال
صابرون
يقول الشيخ محمد الغزالي رحمه الله إن مصاعب الحياة تتمشى مع همم الرجال علوا وهبوطا